بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 85

1- 1. البقرة: 43، و الآیة الكریمة و ان كانت فی سیاق الخطاب مع الیهود، لكن اللّٰه عزّ و جلّ انما یدعوهم فی هذه الآیات أولا الی ما كان فرضا علیهم بالخصوص من الایمان بالقرآن فقال: و آمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم و لا تكونوا أول كافر به، ثمّ نهاهم عما كانوا یفعلون من تلبیس الحق بالباطل فقال: و لا تلبسوا الحق بالباطل و تكتموا الحق و أنتم تعلمون، ثمّ بعد ذلك و ثانیا، أمرهم و دعاهم الی ما كان أوجبه و أراده من كل مؤمن بالقرآن و الرسول، و هو اقامة الصلاة و ایتاء الزكاة و الركوع مع الراكعین بالاجتماع كما كان یمتثله المسلمون حینذاك. فالآیة الكریمة انما تدعو الیهود الی دین الإسلام، و یشیر الی أن من مهام دین الإسلام الصلاة بالاجتماع جماعة، لا أنّها تدعوهم الی شی ء هو زائد علی دین الإسلام یخص بهم، حتی یقال: ان القرآن الكریم لم یذكر الاجتماع فی الركوع الا فی هذه الآیة، و هی تخاطب الیهود لا المسلمین. و أمّا قوله عزّ و جلّ:« وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِینَ» فقد عرفت فی ج 85 ص 97 أن المراد به الاجتماع فی الصلاة و اقامتها جماعة، و یرشدنا الی أن ملاك ادراك الجماعة الركوع، و توضیحه أن هذه الجملة من المتشابهات بأم الكتاب یشبه أن یكون أمره بالركوع مع الراكعین حكما علی حدة فی قبال الصلاة و الزكاة، و لیس كذلك، و لذلك أوله النبیّ الی ركوع الصلاة فكانت الصلاة بالجماعة سنة من تركها رغبة عنها فقد عصی علی حدّ سائر السنن التی ذكرت فی القرآن العزیز بصورة المتشابهات و سیمر علیك فی طی الباب أحادیث تنص علی ذلك إنشاء اللّٰه تعالی.